له أنه عدو لله تبرأ منه) ؛ فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه، فرحمتها وهي أمي ... ".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ١٤٥/ ١-٢) ، وابن مردويه أيضاً؛ كما في "الدر" للسيوطي - وسكت عنه -، وهو من عجائبه! فإنه ساق قبله من رواية ابن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس قال:
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يستغفر لأبيه، فنهاه الله عن ذلك، قال:
"فإن إبراهيم قد استغفر لأبيه؟! "، فنزلت ... فذكر الآية. فقال السيوطي:
"قلت: إن هذا الأثر ضعيف معلول؛ فإن عطية ضعيف".
قلت: فهلا بادرت إلى تضعيف الذي قبله؟! وهو أولى بذلك؛ لأن إسحاق ابن عبد الله بن كيسان ضعيف جداً، وأباه ضعيف!
فتأمل الفرق بينه وبين الحافظ ابن كثير وقد عقب عليه بقوله:
"وهذا حديث غريب، وسياق عجيب، وأغرب منه وأشد نكارة: ما رواه الخطيب البغدادي في "كتاب السابق واللاحق" بسند مجهول عن عائشة في حديث فيه قصة: أن الله أحيا أمه فآمنت، ثم عادت، وكذلك ما رواه السهيلي في "الروض" بسند فيه جماعة مجهولون: أن الله أحيا له أباه وأمه فآمنا به. وقد قال الحافظ ابن دحية: هذا الحديث موضوع يرده القرآن والإجماع؛ قال الله تعالى:(ولا الذين يموتون وهم كفار) ... ".
وأما قوله في حديث الترجمة:
"وإني أستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، فاستأذنته في الاستغفار لها فلم