أخرج أحاديثهم الحاكم باللفظ المحفوظ؛ إلا أن زاذان زاد فقال:
".. فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً".
وأخرجه الدارمي (٢/ ٢٧٤) أيضاً، وتمام في "الفوائد".
وسنده جيد؛ كما بينته في "صحيح أبي داود"(١٣٢٠) وفي الكتاب الآخر (٧٧١) .
السادس: أن البراء تابعه جمع من الصحابة باللفظ المحفوظ، منهم: عائشة وأبو هريرة، وعبد الله بن مسعود، وقد خرجت أحاديثهم في "الصحيح" تحت الرقم المذكور آنفاً.
أقول: ففي هذه الطرق والمتابعات والشواهد دلالة قاطعة على أن حديث الترجمة منكر مقلوب؛ لمخالفة راويه هذه الروايات، والنكارة تثبت بأقل من ذلك؛ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف.
فإن قيل: لم يتفرد الدبري بالحديث؛ فقد قال الحاكم (١/ ٥٧٢) : حدثنا عبد الله بن سعد: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي: حدثنا عبد الرحمن بن بشر: حدثنا عبد الرزاق: أنبأ معمر والثوري عن الأعمش بإسناده المتقدم بلفظ:
"زينوا أصواتكم بالقرآن".
فأقول: رجال إسناده ثقات معروفون؛ غير عبد الله بن سعد؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما لدي من المصادر الآن، فإن كان ثقة كالذين فوقه؛ فيكون الوهم من عبد الرزاق نفسه؛ لاختلاطه كما تقدم، ولأننا لا ندري أسمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط أم بعده؟ والثاني هو الأقرب؛ لأن عبد الرزاق مات سنة (٢١١) ،