للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القرآن ... "؛ ليس لأنه حديث مقلوب كما يدعي الخطابي، وإنما خشية أن يتأوله المبتدعة بما يخالفون به السنة؛ فقد رواه أبو عبيد القاسم بن سلام أيضاً بإسناده الصحيح عن شعبة به، وقال عقبه:

"وإنما كره أيوب - فيما نرى - أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الألحان المبتدعة، فلهذا نهاه أن يحدث به".

ذكره ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص ٥٦) ، ثم قال عقبه:

"قلت: ثم إن شعبة (١) رحمه الله روى الحديث متوكلاً على الله كما روي له، ولو ترك كل حديث يتأوله مبطل؛ لترك من السنة شيء كثير، بل قد تطرقوا إلى تأويل آيات كثيرة من القرآن، وحملوها على غير محاملها الشرعية المرادة، وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

ثالثاً: ما عزاه لغير واحد من أئمة الحديث من أن المعنى: "زينوا أصواتكم بالقرآن"! فهو - مع أنه لم يسنده إليهم، ولا سمى واحداً منهم -؛ فهو مردود بما في "غريب ابن الأثير"؛ فإنه ذكر هذا المعنى المقلوب (!) ولم يعزه لأحد، ثم أتبعه بقوله:

"وقيل: أراد بـ (القرآن) : القراءة، فهو مصدر (قرأ يقرأ قراءة وقرآناً) ؛ أي: زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، ويشهد لصحة هذا - وأن القلب لا وجه له -: حديث أبي موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استمع إلى قراءته فقال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود"، فقال: لو علمت أنك تستمع؛ لحبرته لك تحبيراً (٢) ؛ أي: حسنت قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك - تأييداً لا شبهة فيه - حديث ابن عباس: أن


(١) انظر تخريج روايته فيما تقدم (ص ٥٢٠) . (الناشر)
(٢) انظر " صفة الصلاة " (ص ١٣٠) . (الناشر)

<<  <  ج: ص:  >  >>