قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله موثقون؛ إلا أن مكحولاً رمي بالتدليس.
أما بقية؛ فهو مشهور بذلك، وقد قال غير واحد من الأئمة:
"كان يدلس عن المتروكين".
ولذلك؛ فهو من الثقات الذين لا يحتج بحديثهم ما عنعن، وهذا منه.
نعم؛ قد خالف أبا داود وعبيد بن شريك: محمد بن محمد بن سليمان، فقال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثنا بقية بن الوليد: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به.
فصرح بتحديث بقية.
أخرجه الحاكم (٢/ ٧٨) ، وقال:
"صحيح على شرط مسلم"!
فتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: ابن ثوبان لم يحتج به مسلم؛ وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن ابن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن"!
قلت: بين وفاتيهما قرابة أربعين سنة؛ لأن ابن غنم توفي سنة (٧٨) ، ومكحول توفي سنة (١١٢) في قول، وسنة (١١٨) في قول آخر، ولم يذكروا سنة ولادته، حتى يمكن القول بمعاصرته إياه، ولكن ثبوت المعاصرة إنما تفيد في