الراوي الذي لم يعرف بتدليس، ومكحول ليس كذلك؛ كما سبق.
وابن ثوبان - وإن كان فيه كلام - فالراجح أنه حسن الحديث.
وأما بقية؛ فقد عرفت حاله، وإنما وثقه الذهبي لتصريحه بالتحديث في رواية الحاكم، وهو الذي غرني قديماً حينما خرجت الحديث في "أحكام الجنائز"(ص ٣٧) ، وقلت عقبه:
"وصححه الحاكم، وإنما هو حسن فقط".
فلم يتنبه الذهبي - كما لم أتنبه أنا يومئذ - لكون التصريح بتحديث بقية شاذ - بل منكر -؛ لأمرين:
الأول: مخالفة محمد بن محمد بن سليمان لأبي داود وعبيد بن شريك كما سبق؛ فإنهما عنعناه عنه.
والآخر: أن محمداً هذا - وهو الباغندي - مع كونه من الحفاظ؛ فقد تكلم فيه بعضهم كلاماً سيئاً حتى اتهم بالكذب! والذهبي نفسه قال في ترجمته من "الميزان":
"كان مدلساً، وفيه شيء. قال ابن عدي: أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب. وقال الإسماعيلي: لا أتهمه، ولكنه خبيث التدليس".
قلت: فمثله لا يحتج به عند التفرد، فكيف مع المخالفة؟!
ثم وجدت له مخالفاً ثالثاً ثقة: فقال الطبراني في "الكبير"(١/ ١٦٧/ ١) : حدثنا خير بن عرفة المصري: أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي: أخبرنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان به.