"هذا حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع"!
قلت: وقد خالفه ابن حبان، فقال:
"وهذا لا أصل له من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ القاسم بن أمية شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
قلت: وهذا الإعلال رده الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بقوله:
"كذا قال! وشهادة أبي زرعة وأبي حاتم له أنه صدوق أولى من تضعيف ابن حبان".
وسبقه إلى هذا المعنى الذهبي في "الميزان".
ولذلك؛ لا تطمئن النفس لهذا الإعلال، وإن تبعه عليه ابن الجوزي في "الموضوعات"(٣/ ٢٢٤) ! على أن السيوطي قد رده من جهة أخرى، وهي أن القاسم هذا قد تابعه آخران سماهما، فانظر "اللآلي"(٤/ ٤٢٨) .
ولذلك؛ أورده الحافظ ابن حجر في جملة الأحاديث التي حكم القزويني بوضعها، ورد ذلك عليه، وهي مطبوعة في آخر "المشكاة"(٣/ ٣١١- بتحقيقي) ، ولكنه لم يحقق القول فيه على خلاف عادته؛ فإنه ادعى أن الترمذي إنما حسنه لاعتضاده بشاهد ساقه الترمذي له بمعناه! ومع أن هذا لا يصلح في الشواهد؛ لأن فيه متهماً بالكذب؛ كما تقدم نقله عند تخريج حديثه برقم (١٧٨) ؛ لأن الترمذي قد وصف حديث الترجمة بأنه: