سيما وقد تجاهل فيه ردي عليه المومى إليه ولو بكلمة واحدة، مع إعراضه عن كلام الحافظ الذي كنت نقلته إليه؛ ذهب فيه إلى شرعية الزيادة على ".. وبركاته" في رد السلام خلافاً للكاتب؛ فإنه أصر على عدم مشروعيتها في مقال آخر! فإنه بعد أن تكلم على حديث الترجمة بما عنده من علم؛ كشفت آنفاً عن بعضه! أخذ يسوق شواهد له تقويه بزعمه، تدل المبتدىء في هذا العلم أنه لم يصل فيه بعد إلى مقامه! فإنه بعد أن ساق حديث عائشة الذي بينت آنفاً شذوذه؛ أتبعه ببعض الآثار عن الصحابة، منها أثر ابن عباس وابن عمر المتقدمين، وهي لا تشهد للحديث مطلقاً؛ لأنها في رد الزيادة على ".. وبركاته" في ابتداء السلام، والحديث إنما هو في رده؛ كما لا يخفى على البصير.
وبدهي جداً: أن يخفى على مثله ما هو أدق من ذلك على الباحثين؛ فقد نقل من "شرح ابن علان للأذكار"(٥/ ٢٩٢) قول الحافظ في حديث عائشة المتقدم:
"هذا حديث حسن غريب جداً، قد أخرج لرواته في "الصحيح"؛ إلا أن ابن المسيب لم يسمع من عائشة".
فعقب عليه بقوله:
"وما أدري ما وجه قوله: "ابن المسيب لم يسمع من عائشة"؟! فلينظر "الأوسط" أو "مجمع البحرين" ... "!!
قلت: فخفي عليه أن (ابن المسيب) هذا ليس هو سعيد بن المسيب التابعي الجليل، وإنما هو العلاء بن المسيب، وهو علة الحديث؛ كما تقدم منقولاً من مصورة "المعجم الأوسط"، فهو معذور أن يخفى ذلك عليه؛ لأن كل مراجعه إنما هي من