عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة قال:
انطلقت حتى أتيت المدائن، وإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان، ومعه أديم أحمر يعركه، فالتفت، فنظر إلي، فأومأ بيده: مكانك ياعبد الله! فقمت، فقلت لمن كان عندي: من هذا الرجل؟ قالوا: هذا سلمان، فدخل بيته، فلبس ثيابا بياضا، ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وساءلني، فقلت: يأبا عبد الله! ما رأيتني فيما مضى ولا عرفتني؟ ! قال: بلى؛ والذي نفس بيده! لقد عرف روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة؟ فقلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ آفته ابن أبي المساور؛ قال الحافظ في " التقريب ":
" متروك، وكذبه ابن معين ".
وبه أعله الهيثمي في " المجمع "(٨ / ٨٨) ، وقال في مكان آخر (١٠ / ٢٧٣) :
" رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة ".
قلت: لعل الصواب أن يقال: بإسنادين ضعيفين؛ فإنه مع ما في تعبيره من الإجمال والتساهل الموهم أن إسناد هذا ضعيف فقط وليس بمتروك بخلاف تصريحه الأول؛ فإن إسناده الآخر عند الطبراني (٦ / ٣٢٣ / ٦١٦٩) بلفظ:
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ".
وهو - وإن كان فيه من لا يعرف؛ فإنه - بهذا اللفظ صحيح ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -