وليس هذا خاصاً بالتشهد الأخير كما يضن البعض؛ بل هو بإطلاقه يشمل التشهد الأول أيضاً؛ بل إن هذا قد جاء صريحاً في رواية أبي إسحاق عن الأسود ابن يزيد - والد عبد الرحمان شيخ ابن إسحاق! - عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ:
«إذا جلستم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله. . .» إلخ «ثم يتخير. . .» إلخ.
أخرجه الطبراني (٩٨٨٨، ٩٩١٤) من طريق الثوري ويوسف بن أبي إسحاق؛ كلاهما عن الأسود قرنا به أبا الأحوص. زاد يوسف: وعمرو بن ميمون وأصحاب عبد الله: أنهم سمعوه يقول:. . . فذكره.
وصرح يوسف بإخبار هؤلاء لأبي إسحاق - وهو السَّبيعي -، فانتفت شبهة تدليسه.
والثوري سمع من السبيعي قديماَ، فانتفت شبهة اختلاطه.
فصح الإسناد والحمد لله.
على أنه قد تابعه شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق: سمع أبا الأحوص قال: قال عبد الله:. . . فذكره.
أخرجه الطيالسي في «مسنده»(٣٩ / ٣٠٣) ، وكذا أحمد (١ / ٤٣٧) وابن خزيمة في «صحيحه»(١ / ٣٥٦ / ٧٢٠) .
وإسنادهم صحيح على شرط مسلم.
ورواه الطبراني (٩٩١٨) من طريق مرداذ بن جميل: حدثنا محمد بن مناذر: ثنا شعبة به؛ إلا أنه أدخل بين أبي الأحوص وابن مسعود أبا الكنود.