ثم قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق قال: حدثني
مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم يقول: سمعت عبد الله بن زيد
المازني يقول:
خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المصلى، واستسقى، وحول رداءه حين استقبل
القبلة. قال إسحاق في حديثه:
وبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم استقبل القبلة فدعا.
قلت: والإسناد الأول حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق،
وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، كما تقدم بيانه قريباً تحت الحديث (٥٦٢٤) ،
وقد خولف في متن هذا الحديث أيضاً كما يأتي تحقيق ذلك بإذن الله تعالى.
والإسناد الثاني عن مالك صحيح على شرط الشيخين من طريق عبد الرحمن
- وهو ابن مهدي -، وكذلك هو من طريق إسحاق عنه، إن كان هو إسحاق بن
سليمان الرازي، وأما إن كان هو إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي؛ فهو على
شرط مسلم وحده، وما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني فيه التلخيص الحبير "
(٢ / ١٠٠) عن ابن دقيق العيد أنه قال في " الإلمام ":
" إسناده على شرط الشيخين ".
يشعر أنه يرى أنه إسحاق الرازي، ولم أجد ما يرجحه؛ فإن الإمام أحمد قد
روى عنه كما روى عن البغدادي، وكلاهما روى عن مالك؛ كما أفاده الحافظ
المزي في تراجمهم من " تهذيب الكمال ". والله أعلم.
وسواء كان هذا أو ذاك؛ فإني أرى - والعلم عند الله - أن تصريح إسحاق في