القلب فيه ليتصل تفسير أبي بكر إياه به، وذلك تصرف من شيخ البخاري فيه
عن سفيان. وإن مما يؤكد ذلك أمران:
أحدهما: أن الدارقطني زاد عقب رواية الجماعة المتقدمة:
((قال سفيان: جعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين)) .
والآخر: أنه جاء كذلك مفسراًًً ًمفصلا ًعقب الحديث في رواية لابن خزيمة
(١٤١٤) عن سفيان قال: ثنا المسعودي ويحيى - هو الأنصاري - عن أبي بكر،
فقلت لعبد الله بن أبي بكر: حديث حدثنا يحيى والمسعودي عن أبيك عن عباد
ابن تميم؟ قال: أنا سمعته من عباد بن تميم يحدث أبي عن عبد الله بن زيد:
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فاستسقى، فقلب
رداءه وصلى ركعتين.
قال المسعودي: عن أبي بكر عن عباد بن تميم. قلت له: أخبرنا: أَََجَعَلَ أعلاه
أَََسْفَلََهُ أو أسَفَلََه أعلاه، أم كيف جَعَله؟ قال:
لا؛ بل جعل اليمين الشمال، والشمال اليمين.
قلت: فهذا كله يؤكد أن لفظ البخاري وقع فيه تقديم وتأخير، وأن المعتمد لفظ
الجماعة.
ومن الغريب - حقا ً - أن لا يعترض الحافظ ابن حجر لبيان ذلك؛ بل هو على
العكس أشار من طرف خفي إلى أنه لا شيء فيه حين قال تحته (٢ / ٥١٥) :
((قال ابن بطال: حديث أبي بكر يدل على أن الصلاة قبل الخطبة؛ لأنه ذكر
أنه صلى قبل قلب ردائه، قال: وهو أضبط للقصة من ولده عبد الله بن أبي بكر؛
حيث ذكر الخطبة قبل الصلاة)) .