والبغوي في " شرح السنة " (٤ / ٣٩٨) ، وكذا الدارقطني (٢ / ٦٦) .
ومنهم: يحيى بن سعيد: عند الطحاوي في " شرح المعاني " (١ / ١٩١) ،
والدارقطني (٢ / ٦٧) ، وابن خزيمة (١٤٠٦) .
ومنهم: شعبة: عند الطحاوي، وكذا البخاري (١٠١١) ؛ لكن قال عنده:
" عن محمد بن أبي بكر " مكان: " عبد الله بن أبي بكر "، وهما أخوان كما ذكر
الحافظ في " الفتح " (٢ / ٤٩٨) ، ولم يشر إلى رواية الطحاوي هذه التي يبدو لي
أنها الأرجح؛ لأن جُلَّ روايات هذا الحديث تدور عليه، ثم على أبيه كما يأتي.
وأما رواية أخيه محمد هذا؛ فلم أرها في مكان آخر. والله أعلم.
قلت: فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة مع مالك في رواية الجماعة عنه المحفوظة مما
يؤكد شذوذ رواية إسحاق عنه؛ كما لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف
وعرف علله؛ بل هي مخالفة لظاهر رواية سفيان منهم، فإنها بلفظ:
" خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، فاستسقى واستقبل القبلة، وقلب رداءه
وصلى ركعتين ".
هذا لفظ مسلم والآخرين. ولفظ البخاري:
" فصلى ركعتين ". وفي آخر له:
" خرج إلى المصلى يستسقي، واستقبل القبلة. فصلى ركعتين وقلب رداءه ".
قال سفيان: فأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال: جعل اليمين على الشمال.
قلت: فهذا اللفظ بظاهره يخالف سياق الجماعة المتقدم عن سفيانِ، فإن لم
يُؤَوَّلْ بحيث يتفق مع لفظهم؛ فهو شاذ، ولعله من الممكن أن يقال: إنما أخَّر ذكر