جميع أصحاب الزهري الذين رووه عنه عن عباد عن عبد الله بن زيد كما تقدم؛
فشذ هو عنهم جميعا ً سندا ً ومتنا ً، وهذا ما سأقوم بتحقيقه في الحديث الآتي بعدً
هذا إن شاء الله تعالى.
بقي علينا بيان شذوذ سياق ابن إسحاق للحديث، وفي ظني أن القارئ المتتبع للبحث السابق قد لمح ذلك من ثنايا الروايات الصحيحة وغيرها؛ فإنه ليس فيها كلها ما ذكره ابن إسحاق من الإطالة والإكثار وتحول الناس معه، ولا جاء ذلك في شيء من أحاديث صلاة الاستسقاء التي وقفت عليها، والشذوذ - بل النكارة - تثبت بأقل من ذلك بكثير. والله تعالى ولي التوفيق.
وقد كنت حسنت هذا الحديث في ((الإرواء)) (٦٧٦) جرياً على ظاهر الإسناد، وكنت غافلا ً عما فيه من النكارة، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا
لنهتدي لولا أن هدانا الله، كما أن النووي سكت عنه في ((المجموع)) (٥ / ٨٠) ،
وأوهم الزيلعي في ((نصب الراية)) (٢ / ٢٤٢) أن الحاكم رواه بزيادة:
((وتحول الناس)) . وقال:
((قال الحاكم: على شرط مسلم)) .
فأقول: إنما روى الحاكم حديث تحويل الخميصة الذي ذكره الزيلعي قبله من
رواية أبي داود، وليس فيه الزيادة، وهو في ((صحيح أبي داود)) (١٠٥٥) .
وأما قول الزيلعي ـ وتبعه ابن حجر في ((الدراية)) (١ / ٢٢٧) ـ:
((وقول المصنف رحمه الله تعالى (يعني صاحب الهداية) ، ((لا يقلب القوم
أرديتهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه أمرهم بذلك)) . قلت: لم يأمرهم؛