ولذلك؛ فإني أقول:
لقد تبين لي وأنا أعد لهذا البحث والتحقيق: أن بعض العلماء لم يكن
موقفهم تجاه هذا الحديث ونحوه الموقف الذي يوجبه التحقيق والتجرد والإنصاف،
لا من الناحية الحديثية ولا من الناحية الفقهية، وإليك بعض الأمثلة بالقدر الذي
تحصل به العبرة.
أما الناحية الحديثية؛ فقد مر بك قول البيهقي في هذا الحديث أنه تفرد به
النعمان بن راشد، وما قاله أحمد والبخاري وغيرهما فيه من الضعف، ومع ذلك
فقد وجدت ما يأتي:
أولا ً: نقل الحافظ في ((التلخيص الحبير)) (٢ / ٩٨) عن البيهقي أنه قال
في كتابه ((الخلافيات)) :
((رواته ثقات)) .
كذا قال! وما أظن أنه خفي عليه الضعف المشار إليه آنفا ً، ومع ذلك أقره عليه
الحافظ! وهو القائل في رواية (النعمان) :
((صدوق سيئ الحفظ)) كما تقدم.
ثم نقله عنه الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (٤ / ٤) ، والشيخ البنا الساعاتي
في ((الفتح الرباني)) (٦ / ٢٣٣) ؛ دون أي تعقيب أو تعليق! وكذلك فعل الشيخ
أحمد الغماري في ((مسالك الدلالة على مسائل متن الرسالة)) (ص ٨٩) وزاد
عليهم أنه لم يعزه للحافظ، فأوهم أنه نقله من ((الخلافيات)) مباشرة! وكذلك
فعل في تخريج سائر الأحاديث، نقلها عن ((تلخيص الحافظ)) دون أي عزو إليه أو
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute