قلت: إعلاله بالحارث لا وجه له؛ لأمرين:
الأول: أن الحارث وثَّقه جمع، والذهبي نفسه لما أورده في " الميزان " أثنى
عليه خيراً ووثقه؛ فقال:
" كان حافظاً عارفاً بالحديث، عالي الإسناد بالمرة، تُكُلِّمَ فيه بلا حجة ".
وذكر نحوه في " تذكرة الحفاظ "، و " المغني " وزاد فيه:
" وقد أمر الدارقطني أبا بكر البرقاني بأن يخرج له في (صحيحه) ".
ولذلك؛ كتب في " الميزان " مقابل اسمه (صح) . وهذا في اصطلاحه: أن
العمل على توثيقه؛ كما قال الحافظ في آخر ترجمته من " اللسان ".
والآخر: أنه قد تابعه محمد بن معمر كما رأيت - وهو القيسي البحراني -،
وهو ثقة من رجال الشيخين. ولذلك؛ قال البحار عقب حديثه:
" لا نعلم رواه عن أبي عامر إلا روح ".
قلت: وهو ثقة أيضاً من رجال الشيخين، وإنما علة الحديث أبو عامر الخزاز؛
فإنه مختلف فيه، ويتلخص مما جاء في ترجمته من " التهذيب " أنه ضعيف؛
لسوء حفظه، وهو ما انتهى إليه الحافظ في " التقريب "، فقال:
" صدوق كثير الخطأ ".
على أنه من رجال مسلم، وإلى ذلك أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " (١ /
٢١١) :
" رواه البزار والطبراني في " الأوسط " وزاد: " والجمار "، ورجاله رجال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute