وأما المتن؛ ففي الرواية الأولى رفعه، وفي الأخرى أوقفه.
ووافقه سفيان - وهو الثوري - على وقفه، وخالفه في اسم التابعي فسماه (أبو
علي الأزدي) ، وكذا رواه ابن أبي شيبة (١ / ٢) .
وإن مما لا شك فيه أن الموقوف أصح؛ لموافقه شعبة في الرواية الأخرى للثوري،
وكذلك قوله - أعني: الثوري -: (أبو علي الأزدي) أصح من قول شعبة الذي
اضطرب فيه.
ثم وقفت على الحديث في " العلل " لابن أبي حاتم؛ ذكره (١ / ٢٧) من
طريق شعبة بإسناده المتقدم موقوفاً، فقال:
" سألت أبي وأبا زرعة عنه؟ فقال أبو زرعة: وهم شعبة في هذا الحديث،
ورواه الثوري فقال: عن منصور عن أبي علي عبيد بن علي عن أبي ذر. وهذا
الصحيح، وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال.
وقال أبي: كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصحيح!
والثوري أحفظ، وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال، ولا يدري هذا منه أم لا ".
قلت: الأرجح ما جزم به أبو زرعة؛ لاتفاق أبي حاتم معه على أن الثوري
أحفظ من شعبة؛ ولأن هذا قد اضطرب في اسمه كما تقدم. ولذلك؛ أقر الحافظ
ابن حجر أبا زرعة في " نكته على الأطراف " (٩ / ١٩٤ - ١٩٥) .
ومعنى ذلك أن الصحيح في الحديث الوقف، وأن راويه عن أبي ذر أبو علي
الأزدي، وهو مجهول، فالعجب من الحافظ كيف حسن الحديث فقال في " نتائج
الأفكار (ق ٤٦ / ١) ما ملخصه: