" وأما حديث أبي ذر؛ فهو حسن: أخرجه النسائي في " اليوم والليلة "
موقوفاً، ثم رواه مرفوعاً وموقوفاً، ورجَّح أبو حاتم الموقوف ".
قلت: الذي رجح الموقوف إنما هو أبو زرعة، وأما أبو حاتم؛ فقد توقف كما تقدم
بيانه.
وعلى كل حال؛ فالحديث ضعيف مرفوعاً وموقوفاً؛ لأن مداره على أبي علي
الأزدي على الراجح، أو أبي الفيض على قول شعبة المرجوة. وقد قال الحافظ فيما
نقله عنه ابن علان في " شرح الأذكار " (٢ / ٤٠٤) بعد أن ذكر رواية شعبة:
" وأبو الفيض لا يعرف اسمه، ولا حاله، ورجح أبو حاتم رواية سفيان على
رواية شعبة، وهذا منفي عنه الاضطراب ".
قلت: نعم رواية سفيان لا اضطراب فيها؛ لكن فيها العلتان: الوقف،
والجهالة؛ فإن أبا علي هذا لم يوثقه غير ابن حبان كما تقدم، ومعروف تساهله في
التوثيق، ولذلك؛ لم يوثقه الحافظ في " التقريب "؛ بل قال فيه:
" مقبول ". يعني: عند المتابعة، وإلا؛ فليِّن الحديث؛ كما نص عليه في
المقدمة. وقال النووي في " المجموع شرح المهذب " (٢ / ٧٥) :
" حديث ضعيف. رواه النسائي في كتابه " عمل اليوم والليلة " من طرق (!)
بعضها مرفوع، وبعضها موقوف على أبي ذر، وإسناده مضطرب غير قوي ".
وتعقبه الحافظ بما تقدم عنه من نفي الاضطراب، وقد ظهر لك أن ذلك
لا يجدي؛ لبقاء العلتين المذكورتين.
وأما قول الحافظ بعدما تقدم نقله عنه: