" ويزداد قوة بشاهده من حديث حذيفة وأبي الدرداء. أخرجه ابن أبي شيبة
عنهما موقوفاً بلفظ حديث أبي ذر ".
قلت: وهذا مما لا يجدي أيضاً. لشدة ضعف إسناده. أم " حديث حذيفة؛ فإنه
من طريق جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة يقول:. . . فذكره دون قوله:
" الحزن ".
وهذا مع انقطاعه بين الضحاك - وهو ابن مزاحم الهلالي - وحذيفة؛ فإن
جويبراً - وهو ابن سعيد الأسدي - ضعيف جداً؛ كما قال الحافظ نفسه في
" التقريب "، فلا يَصْلُحُ للاستشهاد به.
وأما حديث أبي الدرداء؛ فهو من طريق هريم عن ليث عن المنهال بن عمرو
قال: كان أبو الدرداء إذا خرج. . . الحديث؛ وليس فيه أيضاً: " الحزن ".
وهذا كالذي قبله منقطع؛ فإن المنهال بن عمرو لم يدرك أبا الدرداء، وليث: هو
ابن أبي سليم؛ ضعيف لاختلاطه.
واعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث أمران اثنان:
الأول: أنني رأيت الشوكاني رحمه الله قد خبط خبط عشواء في هذا
الحديث، وحديث أنس نحوه عند ابن ماجه؛ فقال في " السيل الجرار " (١ / ٧١) :
" إسناده صالح، وأخرج نحوه النسائي وابن السني من حديث أبي ذر،
وإسناده صحيح "!
وكأنه اغتر بما وقع في بعض نسخ " الجامع الصغير " من الرمز له بالصحة،
فقال في " نيل الأوطار " (١ / ٦٤) بعد أن عزاه للنسائي وابن السني: