" ورمز السيوطي بصحته "!
وكأنه لا يعلم أن رموز " الجامع " لا قيمة علمية لها؛ كما تراه محققاً في
مقدمة " صحيح الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع ".
وأما حديث أنس؛ ففيه إسماعيل بن مسلم، فتردد الشوكاني بين أن يكون
العبدي الثقة، وبين أن يكون البصري الضعيف. ولو سلم بهذا التردد؛ فذلك مما
يمنع القول بأن إسناده صالح. فكيف وهو غير مسلَّم! وشبهته في ذلك: أن الحديث
من رواية إسماعيل بن مسلم عن الحسن البصري. وكل من الإسماعيلين روى عن
الحسن. ورُدَّ هنا بأنه من رواية عبد الرحمن المحاربي عن إسماعيل، وهو إنما يروي
عن الضعيف فقط، ولذلك؛ قال النووي في " المجموع ":
" إسناده ضعيف ".
وتبعه على ذلك البوصيري في " الزوائد "، ونقلت كلامه في ذلك على
" المشكاة " (٣٧٤) ، و " إرواء الغليل " (٥٣) .
والأمر الآخر: أنني لما خرجت حديث أبي ذر من رواية ابن السني في
" الإرواء " ما عرفت يومئذٍ أنه سقط من نسخة " ابن السني " أداة الكنية، فوقع
فيه: " عن الفيض "؛ فلمَ أعرفه. فتبين الآن أنه أبو الفيض، وأنه أخطأ فيه
شعبة، وأن الصواب: أبو علي الأزدي، وأنه في حكم المجهول. والله سبحانه
وتعالى أعلم.
(تنبيه) : لم يقع حديث أبي ذر هذا في كتاب " عمل اليوم والليلة " للنسائي
الذي طبع في المغرب بتحقيق الدكتور فاروق حمادة!