للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

انه كان يرفع يديه بعد صلاة الفريضة، وما يفعله بعض الناس من رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بدعة لا أصل لها. اهـ (من مخالفات الطهارة والصلاة ١ / ١٩٠) . وأنت خبير بضعف هذا الكلام - مع جلالة قائله - بما سبق ذكره - فتنبه ولا تغتر بقول حتى تعرف مستنده)) !

قلت: وهذا التنبيه حق؛ لكنه هو أحق به؛ لأنه اغتر بأحاديث ضعيفة لا يعرف ضعفها؛ لجهله بهذا العلم أو تجاهلها، ولعمومات لم يجر عمل السلف بها، فما أشبهه بمن يرفع يديه إذا جلس للتشهد الاخير؛ عملاً بالعمومات التي تشبث بها!

وهذا هو شبهة الذين يستحسنون البدع في الدين، ولا يقيمون وزنا للنصوص القاطعة بكمال الدين، ولا يعتبرون بأقوال السلف الناهية عن الإحداث في الدين كقول ابن مسعود رضي الله عنه:

((اقتصادُ في سُنَّةٍ؛ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ)) .

وهو منهج الشيخ عبد الله الغماري ومن جرى مجراه من المبتدعة الذين لا يفرقون بين العادة والعبادة، أو بين المباحات والطاعات، فيقيسون هذه على تلك التي لم يات بها النبي صلى الله عليه وسلم لبيانها وتفصيل القول في جزئياتها؛ بل قال:

((أنتم أعلم بدنياكم)) . رواه مسلم. وقال في العبادات:

((مَنْ أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد)) . رواه مسلم

نسأل الله لنا ولهم الهداية.

<<  <  ج: ص:  >  >>