قلت: وهو ضعيف، رحاله موثقون؛ إلا أن مكحولاً كان يدلس؛ كما قال العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص ٣٥٢) ، وسبقه إلى ذلك ابن حبان في ((الثقات)) (٥ / ٤٤٧) ، والبزار. انظر ((التهذيب)) .
فعنعنته هي علة هذا الحديث، فمن قوَّاه فكأنه لم ينتبه لها، أو أنه تغاضى عنها؛ الحافظ العراقي في ((تخريج الإحياء)) (١ / ٤٣) ، وأقره الزبيدي في ((شرح الإحياء)) (١ / ٢٨٤) ؛ فإنه قال:
((إسناده حسن)) ! وأغرب منه قول البوصيري في ((الزوائد)) (ق ٢٤٤ / ١) و (٤ / ١٨٥ - طبع بيروت) :
((إسناده صحيح، رجاله ثقات)) !
(تنبيه) : هذا الحديث صححه الدكتور فؤاد في تعليقه على ((أمثال الماوردي)) (ص ٨٨) تقليداً لـ ((الزوائد)) ! ولكنه أخطأ في مؤلفه، أو ظن أنه ((مجمع الزوائد)) ؛ فقال:
((وقال الهيثمي في ((الزوائد)) : صحيح رجاله ثقات. ((سنن ابن ماجه)) ٢ / ١٣٣١ برقم ٤٠٥١)) ! !
يعني بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، وذلك إن دل على شيء - كما يقولون اليوم - فهو أن الدكتور حديث عهد بتعلقه بهذا العلم. فهو لا يعلم أن ((الزوائد)) هو غير ((مجمع الزوائد)) ، وأن مؤلف الاول هو البوصيري، فلما رأى الدكتور محقِّق ((سنن ابن ماجه)) قال: ((قال في ((الزوائد)) : صحيح. .)) إلخ؛ توهم أنه يعني ((مجمع الزوائد)) ، فزاد من عنده ((الهيثمي)) ! وأوهم ان المحقق أراد ((المجمع)) ! ! والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!