للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن طريق أخرى واهية عن ابن عمر رضي الله عنه بلفظ:

«من حج، فزار قبري بعد موتي؛ كان كمن زراني في حياتي» .

ومضى أيضا في أول الكتاب برقم (٤٧) ، وذكرت هناك كلام شيخ الإسلام

ابن تيمية في أحاديث الزيارة، وأنها كلها ضعيفة، فراجعه.

ووجه الاضطراب في المتن هو أن حديث الترجمة وما في معناه ـ كحديث

أنس المشار إليه آنفاَ ـ ظاهر أن المقصود به زيارته عليه الصلاة والسلام في حياته،

فلو أنه صح؛ لم يصلح شاهداَلأحاديث زيارة قبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو ظاهر لا يخفى على أحد.

وإذا تبين ضعف الحديث، وانكشفت علته؛ فلا ينبغي لطالب العلم أن يغتر بما

نقله السندي في «حاشيته على ابن ماجه» (٢ / ٢٦٨ ـ التازية) عن الدميري:

أن الحديث صححه عبد الحق وأبو علي بن السكن، وقوله:

«وقولهما أولى من قول من طعن في ذلك» !

لأنه مجرد دعوى لا دليل عليها، بل البحث العلمي يرفضه رفضاَ باتاَ؛ كما

يدلك عليه هذا التخريج والتحقيق.

ومن المؤسف أن كلام السندي هذا نقله الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في

تعليقه على «ابن ماجه» (٢ / ١٠٣٩) مسلماَ به، الأمر الذي يدل القارئ أنه لم

يكن على معرفة بهذا العلم الشريف، ثم تورط به أخونا الأستاذ زهير الشاويش

فنقله حرفياَ في تعليقه على «صحيح ابن ماجه» (٢ / ١٩٧) ، حيث اعتمد فيه

أكثر تعليقات الأستاذ، ومنها هذا التعليق المخالف للمنهج العلمي الذي لا يخالفنا

<<  <  ج: ص:  >  >>