بشر بن عبيد - وهو الدارسي -؛ فقد أتهمه الذهبي ببعض الأحاديث، منها
حديث:
" بادروا أولادكم بالكنى. . ". وفيه نظر بينته فيما تقدم برقم (١٧٢٨) .
فَالأَوْلَى الحَمْلُ فيه على الراوي عنه مبشرِ بنِ عبيد؛ فقد قال فيه الإمام أحمد:
" يضع الحديثة ".
وقد تقدمتها له بعض الموضوعات، فانظر مثلاً (٧٣٩، ٧٩٧) .
وبقية بن الوليد مدلس، وقد عنعن؛ ولكن إن كان قد أسقط مَنْ بينه وبين
مبشر هذا؛ فسوف لا يكون شراً من مبشر هذا!
ولم يتنبه لهذا التحقيق أخونا الفاضل حمدي السلفي. فعلق على حديث
هذا الوضاع بقوله:
" سيأتي (٨١٩) وأنه صحيح "!
يشير إلى اللفظ الصحيح المتقدم ذكره مني عن معاوية. وكنت أود له أن يبين
وضعه بهذا اللفظ، وأن لا يسكت عن المتهم به وإن كان معناه مطابقاً للراجح مما
فسر به اللفظ الصحيح كما تقدم؛ لأن هذا هو الذي عليه أهل الحديث أن يذكروا
الحقائق سواء كانت لهم أو عليهم، خلافاً لأهل الأهواء، كما يذكر ذلك ابن تيميه
كثيراً في رده عليهم.
ولقد أعجبني جداً ما ذكره الذهبي في آخر ترجمته للإمام يحيى بن سعيد
القطان الحافظ النقاد من " سيره " (٩ / ١٨٨) :
" لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد، وإلا؛
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute