رواية الثقات.
فقد صح من طريقين عن معاوية رضي الله عته دونها. وهو مخرج في
" الصحيحة " (٣٥٧) .
وهو يدل على بطلان هذه الزيادة؛ لأنه احتج به على من قام له من بعض
الجالسين حين دخل عليهم، وقد تأوله بعضهم بما يلتقي مع هذه الزيادة، وهو تأويل
باطل كما حققته في تعليقي على كتابي " صحيح الأدب المفرد " (٧٦٤) يسر
الله لي إتمامه (*) ، فأخي أن يكون أحد أولئك السبعة روى الحديث بالمعنى متأثراً
بذاك التأويل، أو تعمد حشو تلك الزيادة فيه انتصاراً له، وأحلاهما مر!
ومن الغرائب أن بعض الكذابين قد عارضه؛ فروى الحديث بزيادة أخرى
ألحقها به انتصاراً للمعنى الصحيح الذي ذكرته آنفاً.
فروى الطبراني في " المعجم الكبير " (١٩ / ٣٢٠ / ٧٢٤) من طريق بقية بن
الوليد عن مبشر بن عبيد عن بشر بن عبيد عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن
جده عن معاوية مرفوعاً بلفظ:
" من سرّه إذا رأته الرجال مقبلاً أن يتمثلوا له قياماً؛ فليتبوأ بيتاً في النار ".
وأصل الحديث عند البخاري في " الأدب المفرد " (٩٧٧) وغيره بلفظ:
" من سرَّه أن يَمْثُل (وفي رواية: يتمثل) له عباد الله قياماً؛ فليتبوأ بيتاً من
النار ".
فتأمل الفرق بين هذا اللفظ الصحيح، واللفظ الذي قبله، وهو موضوع؛ أفته
(*) ثم طبع الكتاب بعد ذلك قبل وفاة الشيخ رحمه الله - بعدة أعوام. (الناشر) .