وغيره، ومن رجال الشيخين، إلا أن البخاري روى له متابعة.
الثاني: قوله " ضعفه البخاري وغيره "، فهو بالنسبة للبخاري وهم محض!
لأنه ليس له أصل في شيء من كتب الرجال التي هي من مراجعه، وأوسعها
" تهذيب الكمال " للحافظ المزي، والأئمة على توثيقه، كابن معين كما تقدم عنه
هو وأحمد وغيرهما، ولم يضعفه أحد غير ابن قانع، وقوله غير مقنع، لأنه كان
اختلط، وترجمته في " الميزان " و " اللسان " وغيرهما، وإذا عرفت ذلك فقوله:
". . . وغيره " قد يشعر أن هناك مضعِّفين غير ابن قانع، ولا سيما إذا نظر إلى قوله
بعد توثيق ابن معين: " وغيره "، فإنهم جمع، فتأمل! وقد أشار الذهبي في
" الميزان " إلى رد تضعيف ابن قانع بقوله في مبشر:
" صدوق عالم مشهور، تُكُلِّمَ فيه بلا حُجّةٍ، خرَّج له البخاري مقروناً ".
وقوله: " مقروناً " ليس دقيقاً، لأن البخاري إنما روى له في الحديث (١١٥٢)
متابعة وهذا مما استفدته من الحافظ في " مقدمة الفتح " (ص ٤٤٣) فإنه قال
متعقباً الذهبيّ في قوله: " تكلم فيه بلا حجة "، قال الحافظ:
" كذا قال! ولم يذكر من تَكَلَّم فيه، ولم أر فيه كلاماً لأحد من أئمة الجرح
والتعديل، لكن قال ابن قانع في " الوفيات ": إنه ضعيف. وابن قانع ليس
بمعتمد، وليس له في البخاري سوى حديث واحد عن الأوزاعي في (كتاب
التهجد) بمتابعة عبد الله بن المبارك ".
الثالث: أنه كان عليه - بديل إعلاله بمبشر - أن يعله بمن فوقه: تمام وشيخه
كعب، كما فعلنا فإن طريق الزيادة طريق المزيد عليه، فقد عزا السيوطي الحديث في
" الدر المنثور " (٢ / ٢١٩) لأبي يعلى والطبراني وابن منده.