كما هو ظاهر، وإنما فيه نفي البنيان والجدران، فهو مثل رواية البخاري بلفظ:
((يصلي بمنى إلى غير جدار)) .
ويأتي قريباً إن شاء الله بيان ما فيها.
فتوهم بعض الرواة أن ذلك يعني أنه صلى إلى غير سترة، كما هو ظاهر حديث الترجمة، وليس صريحاً، وقد روى مصرحاً به في بعض الطرق، والعجيب حقاً أن البيهقي عقب الحديث حديث الترجمة:
((وله شاهد بإسناد أصح من هذا عن الفضل بن عباس، وسيرد بعد هذا إن شاء الله تعالى)) .
ثم رواه (٢ / ٢٧٨) من طريق أبي داود بسنده عن عباس بن عبيد الله بن عباس عن الفضل نحوه بلفظ:
((فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة لنا وكليبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك)) .
ووجه التعجب أن عباساً هذا لم يلق عمه الفضل؛ كما قال ابن حزم في
((المحلى)) (٤ / ١٣) ووافقه الحافظ، ولذلك؛ خرجته في ((ضعيف أبي داود)) (١١٤) .
واقتصر المعلق على ((شرح السنة)) (٢ / ٤٦١) على إعلاله بجهالة العباس فقط، وهو تقصير ظاهر!
وأعجب من ذلك أن الشيخ أحمد الغماري في ((تخريجه أحاديث بداية المجتهد)) (٢ / ٣٩٣) سكت عنه أولاً، وعزاه لأحمد والنسائي ثانياً، وليس