وأما عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، شيخ شيخ أبي نعيم؛ فقد قال في ترجمته (٢ / ٧٦) :
" هو أبو القاسم بن أخي أبي زرعة. . كثير الحديث صاحب أصول؛ ثقة ".
وكذا في " طبقات أبي الشيخ "(٤٣٧ / ٦٣٠) ، وكأنه أخذه منه.
قلت: ومن هذا التحقيق؛ يتبين لك أن قول ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
(٢ / ١٣٦) بعد أن عزاه لأبي نعيم تبعا لأصله " اللآلي ":
" قلت: في سنده من لم أقف لهم على ترجمة ".
فيه غفلة ظاهرة عن العلة الأولى والثانية؛ لشهرة ابن جدعان والجفري، وتقصير في البحث عن بقية الرواة غير المشهورين منهم، وقد يسر الله لي الوقوف على ترجمتهم، وبيان أحوالهم، فله الحمد والمنة.
وإذا عرفت ذلك! يظهر لك جليا خطأ السيوطي في استشهاده به للحديث الذي قبله وسكوته عليه، ودفاع ابن عراق عنه ردا على ابن الجوزي وقول الخطيب المتقدم ثمة بقوله:
" تعقب بأن هذا لا يقتضي الحكم على حديثه بالوضع "!
فإننا نقول: نعم؛ ولكن ذلك إذا كان المتن معروفا في الشرع مقبولا، وأما إذا كان منكرا تنفر منه العلماء الذين جرى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في عروقهم مجرى