للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذلك: أن الحافظ يعقوب الفسوي قال بعد أن ذكره في جملة من المدلسين (٢ / ٦٣٣ - تاريخه) :

" والتدليس من قديم ". فقال السندي:

" ومن هذا نعرف أن تدليس أبي إسحاق لم يكن ضَارًّا "!

قلت: هذا فهمه الذي لا يغبط عليه! ولو سلمنا له به فذلك مما لا يُصَحِّح قوله

فيما بعد:

" وهو لم يكن بحال من الأحوال من الطبقة الثالثة، وإنما في الأولى ".

قلت: وذلك؛ لأن مثل هذه المخالفة من مثل هذا المتأخر زَمَنًا وَعِلْمًا مما لا سبيل إليه إلا بالرجوع إلى أهل الاختصاص الحفاظ؛ الذين بوسعهم الاطلاع على تدليسات الراوي ثم إيداعه في المنزلة التي يستحقها بالنظر إلى تدليسه قلة وكثرة، لذلك؛ أقول للشيخ السندي: (ليس هذا عشك فادرجي) .

نعم؛ للمتمكن في هذا العلم أن يرجح قولاً على قول للمتقدمين، وأما أن يعارضهم برأي من عنده، ليس بالرجوع إلى قواعدهم، فهذا مما لا يجوز أن يقع فيه طالب العلم كما صنع هذا السندي.

وإذا كانت الجرأة اللاأدبية حملته على تخطئة الحافظ ابن حجر بغير حجة، فماذا يقول في الحافظ صلاح الدين العلائي الذي قال في كتابه القيم: " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " (ص ٣٠٠) وقد ذكر أبا إسحاق هذا:

" مكثر من التدليس "!

وقد ذكر هو والحافظ الفسوي من قبل بعض الروايات التي دلس فيها باعترافه!

<<  <  ج: ص:  >  >>