زرعة الدمشقي؛ حدثنا علي بن عياش؛ حدثنا حريز بن عثمان: حدثنا الوليد بن
أزهر الهوزني عن عصمة صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان ... إلخ. وقال ابن عبد البر:
"هكذا قال: (الوليد بن أزهر) ، وروى غيره عن حريز بن عثمان عن أبي
الوليد الأزهر بن راشد عن عصمة ... " فذكر حديثاً آخر.
قلت: وهذا اختلاف شديد على تابعي هذا الحديث في اسمه، ومن الصعب
جدّاً ترجيح وجه من الوجوه الثلاثة؛ لأن رواتها كلهم ثقات، وهذا إن دل على
شيء - كما يقولون اليوم -؛ فهو يدل على أن هذا الراوي غير مشهور عندهم، وإلا؛
لما اختلفوا فيه، وإذا رجعنا إلى ترجمة الأول منهم - أعني: أزهر بن عبد الله
الحرازي - من "التهذيب "؛ وجدنا فيه اختلافاً آخر؛ فقال البخاري:
"أزهر بن عبد الله، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن يزيد؛ واحد، نسبوه مرة (مُرادي) ،
ومرة (هوزني) ، ومرة (حَرَازي) ". قال الحافظ عقبه:
"فهذا قول إمام أهل الأثر: أن أزهر بن سعيد هو: أزهر بن عبد الله. ووافقه
جماعة على ذلك ".
وذكر في ترجمة (أزهر بن سعيد الحرازي) أنه قول أكثر العلماء.
وأظن أن (الحرازي) الذي أشار إليه البخاري هو هذا المذكور في الوجه الأول،
و (الهَوزني) هو الأزهر أبو الوليد؛ فإنه ابن راشد الهوزني؛ فإنه مترجم في "التهذيب"
دون أن يشار إلى أنه من وجوه الاختلاف.
ومن ذلك الوليدُ بن أزهرَ المتقدمُ. ولم أرَ من ترجمه.
ومع هذا الاختلاف؛ فليس لهذا الراوي لهذا الحديث موثِّقٌ غيرُ ابنِ حبانَ
(٤/٣٨ - ٣٩) ! فهو عندي في عداد المستورين.