السيوطي في "الدر" (١٢/٣) لأبي الشبخ أيضاً وابن مردويه. ولما ساقه ابن ابن كثير
في "تفسيره " (٢/١٣٣) بإسناد ابن أبي حاتم المذكور قال:
"ورواه أحمد وغيره ".
وما أظن إلا أنه وهم في عزوه لأحمد، وغفل عن ذلك مختصره الشيخ
الصابوني، وسرق تخريجه من أصله "تفسير ابن كثير"، وأوهم القراء أنه منه! فقال
(٥٧٩/١) :
"رواه ابن أبي حاتم وأحمد في (مسنده) "!!
كذا قال فض فوه، فقد جمع في هذه الجملة القصيرة عديداً من الجهالات:
١ - نسب التخريج لنفسه، فتشبع بما لم يعط فهو "كلابس ثوبي زور"؛ كما
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمثاله.
٢ - نقل خطأ عزوه لأحمد دون أن يشعر به، شأن المقلد المحتطب الذي يحمل
الحطب على ظهره وفيها الأفعى وهو لا يشعر - كما روي عن الإمام الشافعي رحمه
الله -، وكان يمكنه أن يستر على نفسه؛ بأن يدع التخريج في "تفسير ابن كثير"
دون أن يقتطعه منه. وينقله إلى تعليقه! ولكنه العجب والغرور، وصدق رسول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يقول:
"ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب كل ذي رأي برأيه ".
٣ - سكت عن إسناده، وقد ساقه الحافظ تبرئة لذمته، وليتعرف منه العالم
على حاله صحة أو ضعفاً، ولكن أنى لهذا الجاهل أن يعرفه؟ فكان عليه إذ جهل
حاله ولم يبينه، أن يسوق إسناده تبرئة لذمته أيضاً.