للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأن يرجع الكفار عن ديارهم مقهورين مهزومين بفضل رب العالمين؛ فإنني - أجد

لزاماً علي أن ألفت نظر إخواني المسلمين أن من الفتن التي أصابت كثيراً من

المسلمين: روايتهم بعض الأحاديث - أكثرها ضعيفة -، وإشاعتها على الناس في

نشرات خاصة -، حتى أوصل بعضها مَن لا علم عنده إلى المسلمين في أمريكا

وغيرها من بلاد الكفر، وسُئلت عن الكثير منها من هناك أو غيرها من مختلف

البلاد - كهذا الحديث؛ فإنه لا يجوز روايتها ونشرها بين الناس إلا بعد أن يتحققوا

من ثبوتها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا؛ دخلوا في وعيد قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كذب علي

متعمداً؛ فليتبوأ مقعده من النار".

كهذا الحديث: فإنه لا يصح - وبخاصة رواية ابن عساكر -، ولو أنه صح؛ لم

يجز تأويله وحمله على هذه الحرب؛ لأنه صريح في أنه يتحدث عن قتال سيكون

بين يدي نزول عيسى عليه السلام، وقتاله للدجال واليهود الذين يخرجون معه من

أصبهان - كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة -، فإن تأويل هذه الأحاديث

على خلاف دلالتها الظاهرة هو نوع من الكذب على قائلها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما لا يخفى

على أهل العلم -. وبهذه المناسبة أقول:

بلغني عن بعض من تصوف - بعد هدى كان عليه - أنه يصرح أن المهدي

عليه السلام على وشك الخروج في هذه الأيام، وقد سمى شهر رمضان من هذه

السنة! وهذا من تخرصاته، أو وساوس شيطانه؛ فإنه غيب لا يعلمه إلا الله. بل

هو خلاف ما تدل عليه الأحاديث الصحيحة، وما تقتضيه سنة الله الكونية التي

منها ما أفاده قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ،

وذلك أن من المعلوم أن عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي

دمشق، وأنه يصلي خلف المهدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهذا يعني أن عيسى عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>