منهم الإمام أحمد (٢/٢٣٩) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١/١٩٥) ، والحميدي
(٤١٨/٩٣٦) ، وغيرهم قالوا: ثنا سفيان ... بلفظ "القص".
وكذلك رواه الشيخان عن جمع آخر من الحفاظ عن سفيان ... به. الأمر
الذي لا يدع شكاً في شذوذ لفظ المقرئ الذي تفرد به، فكيف إذا انضم إلى ذلك
أن جمعاً آخر من الحفاظ قد تابعوا سفيان بن عيينة على هذا اللفظ عند الشيخين
وغيرهما؟ فثبت يقيناً خطأ اللفظ الذي قبله.
وثمة خطأ آخر وقع في هذا الحديث من بعض رواته في إسناد ثالث له،
يرويه محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً ... به، إلا أنه قال:
"السواك".. مكان: "الختان".
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (١٢٥٧) .
قلت هذاإسناد حسن، لولا أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، فهي علة
هذه المخالفة، على أنه لو صرح بالتحديث، فمخالفته للثقات مردود، لأن له
منكرات يتفرد بها، يعرفها أهل العلم.
ولم ينتبه لهذا الخطأ في هذه الرواية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه
على "الأدب" (ص ٢٤٤) ، فطبع تحته:
"البخاري في: ٧٧ - كتاب اللباس، ٦٣ - باب قص الشارب، مسلم في: ٢
- كتاب الطهارى ح٤٩ و٥٠ ".
وهما إنما أخرجاه بالفظ المحفوظ: "الختان"!