(المقاليد) مطلق. فهل يشهد الملطق للمقيد؟! فكيف إذا تبين أنه قد جاء في طريق
أخرى مقيداً بقيد آخر؟! وهو في الموضع الآخر الذي أشار إليه من "المسند" (٢/٨٥) ،
فإنه فيه بلفظ:
"وأوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخَمس: إن الله عنده علم الساعة ... " الحديث.
ورواه البخاري أيضاً نحوه، وفي طريق أخرى عنده:
"مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ... ".
وهومخرج في "الصحيحة" (٢٩٠٣) ؛ وهو المحفوظ بخلاف لفظ: "أتيت"؛
فإنه شاذ كما تقدم (٣٣٣٥) .
فإذن؛ هي مفاتيح الغيب، وليست مفاتيح الدينا، فليس الحديث بشاهد
حتى في هذا اللفظ، ولو سلمنا - جدلاً - بشهادته؛ فهومقيد بالاستثناء المذكور
فيه، وحديث جابر مطلق.
والرابع: لو فرضنا أن الرجل فسر "مقاليد الدنيا" بـ "مفاتيح الغيب"؛ فيبقى
قوله فِي حَدِيثِ جابر: "على فرس أبلق ... " دون شاهد، وهذا ظاهر لا يخفى
على ذي لب.
وثمة خطأ آخر في الكلام المذكور،وهو عزوه حديث ابن عمر المشار إليه
بالصفحتين من "المسند" لابن كثير،وهذا لم يذكره إلا باللفظ الآخر الذي ذكرته
آتفاً، وعزوته للبخاري، ولم يذكره باللفظ الأول - الذي هو حديث الترجمة
الضعيف -. فتنبه.
وحديث جابر المشار إليه مخرج في المجلد الرابع من هذه "السلسة" برقم
(١٧٣٠) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute