تابعي معروف - اسمه: عبد الملك بن حبيب - ما يدركه مثل (عبد الله بن السري) ،
وقد ذكره ابن حبان نفسه في طبقة (تبع أتباع التابعين) من "الثقات" أيضاً
فتناقض! وذكره الحافظ في الطبقة التاسعة من "التقريب" وهي عنده الطبقة
الصغرى من أتباع التابعين. ولهذا قال الذهبي في ترجمة (عبد الله بن السري [ق]
المدائني ثم الانطاكي عن أبى عمران الجوني، وعنه خلف بن تميم:
"قلت: هذا الجوني ما أعتقد أنه (عبد الملك بن حبيب) التابعي المشهور، بل
واحد مجهول، لان التابعي لم يدركه ابن السري، ولان المجهول قد روى - كما ترى -
عن مجالد، وهو أصغر من عبد الملك. (ثم ذكر اتهام ابن حبان إياه بالوضع، مع
الحديث، مع ذكر ابن الجوزي إياه في "الموضوعات" ثم قال:)
"قال شيخنا أبو الحجاج: صوابه أبو عمر البزاز. وهو حفص بن سليمان
القارئ".
ونقله عنه السيوطي في "اللآلي" (١/٤٦٤) وأقره.
قلت: وأنا أخرج هذا الحديث استغربت أموراً صدَرَت من بعض الحفاظ:
الأول: ابن الجوزي، وذلك من ناحيتين:
الأولى: أنه ساق الحديث من طريق الخطيب - كما تقدم -، وفي إسناده (أبو
عمر البزاز) فقط؛ لكنه أدرج عقبه في السند فقال: "وفي رواية عن أبي عمران
الجوني "؛ فأوهم أنها رواية للخطيب - وليس كذلك -، وإنما هي هي لابن حبان فقط - كما
عرفت -.
والأخرى: أنه نقل إعلال ابن حبان إياه بـ (عبد الله بن السري) ثم مضى ولم
يعلق عليه بشيء. وهذا معناه أنه موافق له على تضعيفه لعبد الله، ويؤيده أنه أورده