هو بدوره في كتابه "الضعفاء" (٢/١٢٤) ، وهذا - فيما أرى - خطأ، والصواب أن
الرجل صدوق؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" وتبعه الحافظ، لكنه زاد فقال:
روى مناكير كثيرة تفرد بها ".
والحق أنه بريء الذمة من هذه المناكير؛ فقد صرح ابن عدي في ترجمته
من "الكامل" أن العلة فيها من غيره، وأنه لا بأس به. ومنها حديث اللعن المخرج
في المجلد الرابع برقم (١٥٠٧) ؛ فإن العلة فيه ممن فوقه - كما بينت هناك -؛ لكن
وقع مني سهو - أرجو أن يغفره الله لي -، وهو أنني قلت بأن عبد الله هذا
ضعيف. ولعلي كنت متأثراً بقول الذهبي في "المغني": "ضعفوه"، وباتهام
الحافظ إياه بالمناكير، والآن فقد تبين أن الرجل صدوق، وأن المناكير من غيره
كهذا الحديث، فالعلة من شيخه أبي عمر البزاز (حفص بن سليمان) ، فإنه
متروك مع كونه إماماً في القراءة.
الثاني: الحافظ الذهبي؛ فإنه رمز في ترجمته المتقدمة أنه من رجال ابن
ماجه - وهذا صحيح -، وأنه روى عنده عن أبي عمران الجوني، وعنه خلف بن
تميم. وهذا غير صحيح؛ وإنما روى خلف عن عبد الله بن السري عن محمد بن
المنكدر عن جابر حديث اللعن المشار إليه آنفاً، فهو الذي رواه ابن ماجه (٢٦٣) .
وزيادة في الإفادة أقول: قال الحافظ المزي (١٥/١٦) :
"هكذا رواه خلف بن تميم عن عبد الله بن السري، وقد أسقط منه إسناده
ثلاثة رجال ضعفاء ".
ثم ساق إسناده من طريق الطبراني بإثبات الضعفاء الثلاثة بين عبد الله بن
السري ومحمد بن المنكدر؛ الأمر الذي يؤكد ما ذكرته آنفاً: أن العلة من فوق.
الثالث: ابن عراق في "تنزيه الشريعة"؛ فإنه مع كونه أورد الحديث في