لكن قوله "ولا أحد من أصحابه". ففيه نظر، وإن مر عليه المعلقان على "الزاد"(١/١٤٢ -طبع المؤسسة) فلم يعلقا عليه بشيء! كما أنهما لم يخرجا أكثر من مادة الكتاب حديثاً وآثاراً، ومن ذلك أثر أنس هذا! وقد كنت ذكرت في
"التعليقات الجياد على زاد المعاد" أن القسطلاني في "المواهب اللدنية" تعقبه بأن ابن سعد روى من طريقين: أن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يلبس الطيالسة.
ثم رأيت مثله عن جماعة من السلف في "مصنف ابن أبي شيبة"(كتاب اللباس) منهم إبراهيم -وهو: ابن يزيد النخعي - رقم (٤٧٣٩) ، والأسود بن هلال (٤٧٤١) ، وعبد الله بن يزيد (٤٧٤٢) ، وسعيد بن المسيب (٤٧٤٣) ، وعبد الله بن مغفل رضي الله عنه (٤٧٤٦) .
قلت: فالقول بالكراهة مع لبس هؤلاء الأفاضل للطيلسان - لا سيما وفيهم الصحابي الجليل عبد الله بن مغفل - بعيد جداً، أضف إلى ذلك أن بعضهم كان يغالي بشراءه، فروى ابن أبي شيبة (٤٩٦٣) عن مغيرة قال:
كان إبراهيم لا يرى بأساً أن يلبس الثوب بخمسين درهماً، يعني: الطيلسان.
و (٤٩٦٤) عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق قال:
كان لا يغالي بثوب إلا بطيلسان.
فبهذه الآثار التي خفيت على ابن القيم - يرد القول بالكراهة، وليس بحديث الترجمة - كما فعل الحافظ (١٠/٢٧٤) -، لضعفه وإعضاله.