للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"يخالف في بعض حديثه"، كما في " مغني الذهبي"، ولذلك اقتصرت على تحسين إسناده في "صحيح أبي داود" (١٣٢٢) ، فيخشى أن يكون قوله:

عن أبي لبابة. وهماً منه. والله أعلم.

وجملة القول، أن حديث الترجمة ضعيف، لتفرد إسماعيل بن رافع مع مخالفته للثقات الذين رووه عن شيخه ابن أبي مليكة بغير لفظه.

ومتابعة المليكي لا تفيده ولا تقويه، لأن روايته ليس فيها الشطر الأول من الحديث، ولأنه في نفسه ضعيف اتفاقاً - كما تقدم -.

وأما الزيادة فصحيحة لرواية الثقات عن ابن أبي مليكة، واختلافهم في صحابيه - هل هو سعد، أو أبو لبابة - لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول، ولعله لذلك قال الحافظ في "الفتح" (٩/٧٢) :

"أخرجه أبو داود بإسناد صحيح".

وقد بقي شيء، وهو قوله فيها: " وتغنوا به"، فهذا له شاهد في "سنن الدارمي" (٢/٤٣٩) وغيره بسند صحيح عن عقبة بن عامر رفعه. وهو مخرج في "الصحيحة" (٣٢٨٥) ،، و "التعليق الرغيب" (٢/٣١٤) .

هذا، وقد أورد الإمام الشاطبي الشطر الثاني من الحديث دون أن يرفعه، ساقه كأنه من الحكم، وذلك من دقته وتحريه، فعلق عليه السيد رشيد رضا رحمه الله تعالى بقوله (١/٣٦١) :

"لعل أردا حديث "اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا، فتباكوا". فاقتبسه بالمعنى، وهو في "سنن ابن ماجة" من حديث سعد بن أبي وقاص بسند جيد"!

<<  <  ج: ص:  >  >>