وهذا كلام قوي متين يشير إشارة قوية إلى بطلان الحديث من حيث معناه، وهو ما صرح به ابن الجوزي، فقال (٢/ ١٣ - ١٤) من " موضوعاته":
" قلت: وبمثل هذا الحديث الباطل تتعلق جهلة المتزهدين، ويرون أن المال مانع من السبق إلى الخير! ويقولون:(إذا كان ابن عوف يدخل الجنة زحفأ لأجل ماله، كفى ذلك في ذم المال!) ، والحديث لا يصح، وحاشا عبد الرحمن المشهود له بالجنة أن يمنعه ماله من السبق! لأن جمع المال مباح، وإنما المذموم كسبه من غير وجهه، ومنع الحق الواجب فيه، وعبد الرحمن منزه عن الحالين، وقد خلف طلحة ثلاثمائة حمل من الذهب، وخلف الزبير وغيره، ولو علموا أن ذلك مذموم، لأخرجوا الكل.
وكم قاصًّ يشوق بمثل هذا الحديث، ويحث على الفقر، ويذم الغنى. فيالله در العلماء الذين يعرفون الصحيح، ويفهمون الأصول ".
قلت: ولوضوح هذا الكلام ونحوه استنكر الحديث من ليس من عادته ذلك، أعني به الحافظ الهيثمي، فإنه قال عقبه في " كشف الأستار ":
(قلت: هذا منكر، وعلته (عُمارة بن زاذان) : قال الإمام أحمد: له مناكير.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وضعفه الدارقطني ".
ثم قال:"لا يصح في دخوله حبواً حديث ".
وعمارة بن زاذان مع تضعيف المذكودين إياه، واستنكارهم لحديثه - كما رأيت - فقد وثقه أحمد في بعض الروايات عنه، فلا يفيده متابعة أغلب بن تميم اياه، لأنه