ولكن النفس كانت تتوق إلى زيادة من الاطمئنان لما وصلت اليه، فرجعت إلى " تاريخ الإسلام " للحافظ الذهبي، فرأيته قد أورده بكنيته، فقال (٢٤/ ١٤٩) - جزاه الله خيراً -:
" عبد الله بن أحمد بن عامر أبو القاسم الطائي، عن أبيه عن علي بن موسى الرضا بنسخة، وأحسبه واضعها ".
فتيقنت أنه هو.
ثم بدا لي - ولو بعد لأي - أن أرجع إلى نسبة (الطائي) من كتاب " الأنساب " للسمعاني، ولو استقبلت من امري ما استدبرت؛ لرجعت إليه ابتداء، ولكن هكذا قُدّر، فقد رأيته قد ذكره فيه بكنيته ونسبته، وساق نسبه إلى جده الثالث، وذكر أنه بغدادي، فغلب علي ظني أنه مترجم في " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي؛ فإنه كثير الاستفادة منه، فوجدت كما ظننت، قال (٩/ ٣٨٥) :
" عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح أبو القاسم الطائي ... ".
ثم ساق بإسناد هذا الحديث حديثاً آخر (١) ، وروى ما تقدم في ترجمته من " الميزان " أنه كان أمياً غير مرضي، كما روى سنة وفاته المتقدمة.
ومما سبق - وبخاصة مما ذكره الخطيب - يتبين من نسب الرجل أن ما في " تهذيب المزي " أن (عامر بن سليمان الطائي) روى عن (علي بن موسى الرضا) وأنه والد (أحمد بن عامر) خطأ؛ وإن تبعه الحافظ العسقلاني في " التهذيب "، وأن الصواب أن الراوي عن الرضا هو أحمد بن عامر، وأن ابنه عبد الله، وأن (عامر بن سليمان) - هو جد (عبد الله بن أحمد) ، وأن (عامراً) لا علاقة له بالرواية.