أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكر حديثاً آخر بلفظ:
" خياركم شبابكم، وشراركم شيوخكم". قالوا: ماتفسير هذا؟ قال:" إذا رأيتم الشاب يأخذ بزي الشيخ العابد المسلم في تقصيره وتشميره؛ فذلك خياركم، وإذأ رأيتم الشيخ [الطويل الشاربين](١) يسحب ثيابه؛ فذلك شراركم ". قال أبو حاتم: هذا باطل، لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة ".
قلت: فهذا كله يدل على أن (أسلم) تحريف (سالم) ، ومما يؤكد ذلك أن (زيد بن أسلم) معروف بروايته عن أبيه في " الصحيحين " وغيرهما، فلا يقال في مثله:
"زيد عن أبيه نكرة،. ولا يقول أبو حاتم فيهما:
" لا أعرفهما".
وكذلك تحرف في " الكامل " لابن عدي (٧/ ١٢٧) وقال:
"هارون بن كثير، شيخ ليس بمعروف ". ثم ساق له هذا الحديث وقال:
" حدث بذلك عنه سلام الطويل بطوله، والحديث غير محفوظ عن زيد ".
وهذه فائدة منبهة من ابن عدي أن (سلام بن سُليم) في إسناد الواحدي هو الطويل، وهو المدائني المتروك، وقد جاء في إسناد ابن مردويه موصوفاً بـ (المدائني) - كما في " تخريج الزيلعي " -.
قلت: فإذا تبين أن حديث الترجمة موضوع بشهادة حفاظ الأمة - ومنهم ابن
(١) زيادة من " العلل " (٢/ ١٣٠/١٨٨٠) ، وفي معنى الشطر الأول من الحديث أحاديث في " المجمع " (١٠/ ٢٧٠ - ٢٧١) وأعلها.