ثالثاً: يحتمل احتمالاً قوياً أن هارون بن سعد وهم فقط في قوله: "جلده " والصواب: " جسده"، وحينئذ يتفق مع الطرق الأخرى عن أبي هريرة ولا يتعارض، ففي رواية محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعاً
بلفظ:
" ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة " يعني: من المدينة.
أخرجه الترمذي (٢٥٨١) ، وابن عدي في " الكامل "(٦/ ٠ ٢٣) ، وقال الترمذي:
" حسن غريب"، وهو كما قال.
ورواه سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه، وقال:
" ومقعده من النار ما بيني وبين الزبذة "(١) .
رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وهو مخرج في " الصحيحة "(١١٠٥) .
ونحوه: ما تقدم في طريق أبي صالح بلفظ:
" ... كما بين مكة والمدينة ".
وإنما قلت:" نحوه "؛ لأن المسافة بينهما أضعاف ما بين المدينة والربذة، بينهما نحو عشر مراحل، كما في " المعجم "، وفي الباب روايات أخرى في تقدير
(١) هي من قرى المدينة على ثلاثة أيام؛ كما في " معجم البلدان ".