فقد عرفت أن الذي في " الكشف " إنما هو (زياد النميري) الموثق؛ فالظاهر أنهم [رأوا] في بعض التحقيقات أن في سند الحديث (زياد بن أبي حسان) هذا المتروك؛ فتقلدوه أيضاً، ولعيهم وجهلهم بهذا العلم لم يستطيعوا التوفيق بين هذا التحقيق وبين ما في " الكشف "!!
ثالثاً: قالوا في تمام كلامهم:
" ويشهد له ما رواه الترمذي بغير هذا الإسناد (٢٦٧٢) "!
فإذا رجع القارئ إلى الرقم المذكور من الترمذي؛ لم يجد إلا الجملة الأولى:
"الدال على الخير كفاعله"! وهذا صحيح حقاً بشواهده؛ كما تقدم ذكره في أول هذا البحث، وإسناده حسن - وإن استغربه المنذري -، وفي الباب عن أبي مسعود البدري، وهو أصح منه؛ كما هو مبين في " الصحيحة "، وانظر " صحيح الجامع الصغير "(رقم ٣٣٩٣ - الطبعة الشرعية) .
رابعاً: قول المعلق على " مسند أبي يعلى "(٧/ ٢٧٦) :
"والجزء الثاني من الحديث له شواهد كثيرة (!) ؛ منها: حديث أبي موسى الأشعري ... "، ثم سود سطرين في تخريجه، ولم يسق لفظه لينظر القارئ هل هو شاهد حقاً أم مجرد دعوى - كما سترى -؟! ثم ختم كلامه بقوله:
" وانظر الحديث المتقدم برقم (٤٢٦٦) ".
فنظرنا، فلم نجد في كل من الحديثين - فلم نجد فيهما - إلا لفظة:(الملهوف) ؛ أما الحديث الأول ففيه:" فيعين ذا الحاجة الملهوف " - وهو مخرج في " الصحيحة "(٥٧٣) -.