أخرجه أبو عوانة (٤/ ٤١٢) هكذا معضلاً في حديث تقدم تخريجه في " الصحيحة "(٣٤٥٦) ، وهومنكر - كما بينت هناك -.
ويبدو لي - والله أعلم - أن أصل حديث الترجمة موقوف، رفعه بعض هؤلاء الضعفاء خطأ أو عمداً؛ فقد جاء في قصة جرت بين أبي بكر الصديق ورافع بن أبي رافع عمرو الطائي؛ يرويها إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن رافع بن عمرو الطائي قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، وبعث معه في ذلك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وسراة أصحابه، فانطلقوا حتى نزلوا جبل طيء، فقال عمرو: انظروا إلى رجل دليل بالطريق، فقالوا: ما نعلمه إلا رافع بن عمرو؛ فإنه كان ربيلاً في الجاهلية. فسألت طارقاً: ما الربيل؟ قال: اللص الذي يغزو القوم وحده فيسرق. قال رافع: فلما قضينا غزاتنا، وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه؛ توسمت أبا بكر رضي الله عنه، فأتيته فقلت: يا صاحب الخلال! إني توسمتك من بين أصحابك؛ فائتني بشيء إذا حفظته؛ كنت مثلكم ومنكم. فقال: أتحفظ أصابعك الخمس؛ قلت: نعم. قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلوات الخمس، وتؤتي الزكاة إن كان لك، وتحج البيت، وتصوم رمضان، حفظت؟ قلت: نعم. قال: وأخرى: لا تأمرن على اثنين. قلت: هل تكون الإمرة إلا فيكم أهل بدر؟ قال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك، إن الله عز وجل لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم؛ دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل؛ فهداه الله، ومنهم من