عليه، لاستفادته منه الحقائق الإلهية، والمعارف الربانية، وفهمه به للمعاني التوحيدية، والإشارات الربانية ".
قلت: وهو شديد التحريف لنصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف، والفقهاء القائلين بتحريم آلات الطرب؛ دون التفصيل الذي ذهب إليه، وهو فيه مقلد للشيخ محمد الغزالي، وقد رد عليه العلماء رداً قضوا على هذه الضلالة، كما تراه مبسوطاً في كتابي المسمى بـ" تحريم آلات الطرب" أو " الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة وديناً " (ص ١٥٨ - ١٧٨) .
ولقد اغتر بهذه الرسالة - وما فيها من تحريف النصوص - كثير من مشايخ الطرق وغيرهم؛ الذين يضربون على الدفوف، وربما على الناي في حلقات ذكرهم؛ بل لقد كان منهم الشيخ محمد الغزالي المعاصر الذي توفي قريباً؛ فإنه كان يستمع لأغاني (أم كلثوم) و (فيروز) ، لكن بنية حسنة - كما بينت ذلك في كتابي المذكور (ص ١٧٧ - ١٧٨) -!
ومثله ذلك الطالب الذي كنت ذكرت قصته في المصدر المذكور آنفاً (ص ١٧٦ - ١٧٧) وخلاصتها أنه كان يستمع إلى أغاني (أم كلثوم) وهو يسبح الله تعالى! (زعم) ، فلما أنكرت عليه جمعه بين التسبيح المشروع والاستماع للغناء الممنوع عند الفقهاء؛ أجاب بأنه:
"يتذكر غناء الحور العين"!!
ولقد ساءني جداً أن أحدَ من اشتهر في هذه الأيام أنه من خطباء السلفيين في دمشق - وهو المدعو:(أحمد راتب حموش) - قام بتحقيق كتاب النابلسي