قلت: وهذا اسناد ضعيف منكر؛ نوح بن يعقوب: لا يعرف؛ لم يزد أبو نعيم في ترجمته على أنه ساق له هذا الحديث؛ والآفة من علي بن بشر؛ فقد اتهم بالكذب " قال ابن منده:
" رأيت أبا الحجاج الفِرساني قد لزم علي بن بشر ويقول: بيني وبينك السلطان؛ فإنك تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في " اللسان " -.
وقال أبو نعيم في ترجمته في " الأخبار "(٢/ ١) :
" كان يضعف حديثه، وفي حديثه نكارة، روى عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في (الجنة ذئباً) ".
قال الحافظ:
" وهذا من بلاياه ".
قلت: ومع هذا الجرح الشديد أغمض عينيه عنه الشيخ الغماري في " المداوي "(ص ٤٠) ؛ فاكتفى بسوق إسناد أبي نعيم، وخنس عنه، وهكذا فليكن التحقيق.. بكتمان الحقائق العلمية عن القراء من مؤلف " المداوي " الذي قال فيه أخو المؤلف عبد الله الغماري:
" من أراد صناعة الحديث؛ فعليه بـ (المداوي) ".
وأنا أقول - لوجه الله -: (من أراد أن يطلع على نوع جديد من التدليس على القراء، فعليه بـ " المداوي ") !
وها هي الأمثلة بين يديك وقد مضى من أمثالها الشيء الكثير في الأحاديث المتقدمة.