عن أبيه شيئا في (أحمد بن بديل) ، ولا عن غيره، وإنما قال هو من عنده (١/٤٣) :
" ومحله الصدق ".
وكذلك غزوه إليه في " التهذيب ".
وأما التسامح، فهو نسبته التوثيق إليهما، فقد عرفت آنفا ما قال ابن أبي حاتم فيه، وذلك لا يساوي عنده أنه ثقة، بل هو دونه كما نص عليه في مقدمة كتابه (١/٣٧) ، وذلك يساوي عندي أنه وسط حسن الحديث عنده.
ونحو يقال فيما نسب إلى النسائي، فإنه لم يوثقه، وإنما قال: لا بأس به ". كما قال في " التهذيب ".
وذلك يساوي أيضا أنه وسط. ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الكاشف ":
" قال (س) : لا بأس به، ولسنه ابن عدي والدارقطني، وكان عابدا ".
ولخص ذلك الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له أوهام ".
قلت: ورفعه لهذا الحديث - خلافا للثقة الحافظ - مما يؤكد وهمه.
وأما الوجه الآخر: فقوله: " عبد الله بن زيد "، وقد أشرت آنفا إليه، وذلك لأن (زيد) تحريف (يزيد) خلافا لزعم الأخ الداراني، فإنه أثبت المحرف (زيد) في طبعته لـ " مجمع الزوائد " وعلق عليه بقوله (١/٣٥٤) :
" في (مص) وعند أبي نعيم " يزيد "، وهو تحريف "!
وهذا من عجائب تعليقاته، وبالغ أخطائه، وبيان ذلك من الوجوه الآتية: