ثم بدا لي أنه يحتمل أن قوله:"كذا: رحمة الله علينا"؛ إنما هو من أحد الرواة، كأنه يقول: كذا في الحديث: "رحمة الله علينا"؛ يعني: أنه بضمير الجمع، ولعل هذا هو الأرجح. والله أعلم.
وجملة القول؛ أن حمزة ورقبة خالفا زيد بن الحباب في إسناد الحديث وفي متنه.
أما الإسناد؛ فجعلاه من مسند أبي بن كعب لا ابن عباس، وإنما هذا رواه عنه، فقصر ابن الحباب؛ فجعله من مسند ابن عباس، فوهم!
وأما المتن؛ فقد ذكرا موسى مكان أخي عاد، وهذا هو المحفوظ. والله أعلم.
ثم رأيت عبد بن حميد قد ساق الحديث في "منتخب المسند" وجوده؛ فقال (ق ٢٧/ ٢) : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق ... مثل رواية مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - وكنا عنده -؛ فقال القوم:
إن نوفاً الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس موسى بني إسرائيل؟! قال: وكان ابن عباس متكئاً، فاستوى جالساً فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟! قلت: أنا سمعته يقول ذلك. قال ابن عباس: كذب نوف! حدثني أبي بن كعب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل، واستحيى وأخذته ذمامة من صاحبه، فقال له:(إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني) ؛ لرأى من صاحبه عجباً".
قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر نبياً من الأنبياء؛ بدأ بنفسه فقال:
"رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد". ثم قال: