قلت: وفي هذا من الكذب ما لا يخفى على العارفين بتراجم الرجال؛ وهاك البيان:
الأول: قوله بأن مسلماً احتج بشريك ... وهو ابن عبد الله القاضي!
فإن مسلماً لم يحتج به؛ وإنما روى له متابعة؛ كما صرحوا بذلك في ترجمته، منهم الحافظ المنذري في آخر كتابه "الترغيب"(٤/ ٢٨٤) ، والذهبي في "الميزان"(١/ ٤٤٦) ، وابن حجر العسقلاني في "التهذيب"(٥/ ٩٩) وغيرهم. ثم هو - إلى ذلك - سيىء الحفظ كما تقدم؛ قال الحافظ:
"صدوق يخطىء كثيراً".
والآخر: قوله: بأن عباد بن عبد الله الأسدي هو ... ابن الزبير بن العوام القرشي!
فهذا مما لم يقله أحد قبله، بل عباد بن عبد الله الأسدي - الراوي عن علي -: هو غير عباد بن عبد الله الأسدي الراوي عن أسماء وعائشة؛ فإن الأول كوفي، والآخر مدني. والأول ضعيف كما تقدم؛ وهو صاحب هذا الحديث. وأما الآخر؛ فهو الذي احتج به الشيخان؛ ولا علاقة له بهذا الحديث، ولم يذكروا في الرواة عنه المنهال بن عمرو، وإنما ذكروا أنه روى عن الأول؛ ولم يذكروا معه غيره.
ولقد كنت أود أن أقول: إن هاتين الأكذوبتين لم يتعمدهما الشيعي، وإنما هما من أوهامه؛ لولا أنني أخذت عليه كثيراً من الأكاذيب التي لا يمكن تأويلها؛ كما تقدم مراراً.
ولم يقنع الشيعي بما افترى من أكاذيب؛ حتى بنى عليها قوله - بكل جرأة وقلة حياء -: