للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمك تفضله علينا؛ فقلت: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، فهذا شيء منك أم من الله؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "فوالله الذي لا إله إلا هو! إن هذا لمن الله عز وجل". فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم! إن كان ما يقول محمد حقاً؛ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتى رماه اله سبحانه بحجر سقط على هامته، فخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع. للكافرين ليس له دافع. من الله ذي المعارج) ، انتهى الحديث بعين لفظه"!!

قلت: فهذا السياق باطل، لا يشك في ذلك من عنده ذرة من علم بعلم الحديث والتفسير، وبيانه من وجوه:

الأول: أن قوله: إن كان هذا هو الحق من عندك ... إنما هو من قول أبي جهل - لعنه الله - كما رواه البخاري في "صحيحه". وهذا أصح مما روى الحاكم (٢/ ٥٠٢) عن سعيد بن جبير: أنه النضر بن الحارث بن كلدة؛ لأن هذا مرسل.

الثاني: أن آية: (سأل سائل بعذاب واقع) إلى آخر السورة مكية؛ فكيف يصح القول بأنها نزلت في (خم) بعد رجوعه من حجة الوداع؟!

وقد روى جمع - منهم ابن الضريس - عن ابن عباس قال:

نزلت سورة (سأل) بمكة.

وروى ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.

وروى الحاكم في مرسل سعيد بن جبير المتقدم:

أن الذي سأل هو النضر بن الحارث.

<<  <  ج: ص:  >  >>