الثالث: أن روايات الغدير - ما صح منها وما لم يصح -؛ لم يرد في شيء منها هذا التفصيل الذي تضمنته رواية الثعلبي هذه.
وأما قول الشيعي:"بسندين معتبرين"! فهو غير مصدق في ذلك؛ لكثرة ما بلونا عليه من الكذب، ولجهله بهذا العلم الشريف! وكثيراً ما يكون الحديث جاء من طريق واحدة يرويها صحابي واحد، وعنه تابعي واحد، وعنه تابع تابعي واحد، ثم تتعدد الطرق من تحته، فيقول الشيعي:
"من طريقين أو طرق"!
انظر - على سبيل المثال - التعليق المتقدم على (ص ٦٨٥) من هذا الحديث؛ تر عجباً.
ومن ذلك قوله (ص ٣٨) - مشيراً إلى هذه القصة الباطلة -:
"أخرج الإمام الثعلبي في "تفسيره" هذه القضية مفصلة.... وأخرجها الحاكم في تفسير المعارج من "المستدرك" فراجع صفحة (٥٠٢) من جزئه الثاني"!!
وأنت إذا رجعت إلى المكان المشار إليه من "المستدرك"؛ لا تجد للقصة أو القضية - على تعبيره - ذكراً، بل تجد ما يدل على نقيضها، وهو مرسل سعيد بن جبير الذي سبق! وسياقه هكذا: ... عن سعيد بن جبير:(سأل سائل بعذاب واقع. للكافرين ليس له دافع. من الله ذي المعارج) : ذي الدرجات. (سأل سائل) قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة؛ قال: اللهم! إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) .